جديد الموسوعة

جاري تحميل اخر الاخبار...

فوت ربعين

قصص وعبر

عالم المرأة


فقراء حتى الموت





قبل ما نهضر بغيت نبدا كلامي بالدارجة المغربية وختاريت نبدا هاذ المقال بمقتطف من اغنية للفنان مسلم لي كيقول فيها ( سيدي الرئيس واش راك كتمثلني و لا عليا كتمثل واش هاذي غير مسرحية و سيناريو معدل و لا راك فحالي مقولب و قريب تهبل واش راك معانا و لا معاهم ولا راك فشكل و لا جبرتي لعب كبير و بديتي تعكل جبرتي الدولة غولة وحتى الشعب مغول .... المهم عندليب الفقر غادي يبدا كيمول )...
لطالما تحدثنا كثيرا عن مشاكل الناس في مدينة الخميسات وجعلنا من همومهم أنا و العديد من الأقلام و الأصوات الحرة شغلنا الشاغل وكلما تعمقنا في منبع تلك المشاكل نجد أن أصلها واحد ، حتى إن مشيت على طرق مختلفة ففي نهاية المطاف سوف تؤدي بك إلى نقطة واحدة تلتقي فيها كل الطرق وهي الفقر فهو الأصل في كل ما نهيم فيه من مشاكل 
.تعرف العديد من المدن ثورة صناعية على كل الأصعدة إلا حبيبة قلبي الخميسات فهي تعرف صناعة من نوع أخر تهتم في مضمونها بالمواطن الخميسي هي صناعة الفقر و الحاجة وكما هو متعارف عليه داخل الأوساط الرأسمالية و البرجوازية و كذلك داخل مجالس علية القوم فلكل صناعة أدوات خاصة بها وأدوات صناعة الفقر في مدينتي أو بالأحرى في وطني هي :الجهل ..الطمع ..الانتهازية ..حب التملك ..والإيمان بالغيبيات.
كيف لا نتحدث عن هذه الصناعة و نحن نعيش بين أحضان مدينة ذاقت الأمرين على كل الأصعدة و شفيعنا و شفيعها في ذلك هو أغنية ناس الغيوان .. يا اهل الحال إمتى يصفا الحال و تزول الغيوم على الخميسات و تفجى لهوال ..
لا يوجد على الإطلاق إنسان مثالي وإنسان كامل و لا يوجد فرق بين المواطن الرباطي و المواطن الكازوي و المواطن الخميسي إلا بالتقوى ..لذلك فإن الصبر و قوة التحمل مسألة قد نجدها موجودة بنسبة 1 بالألف ولا يوجد إنسان يتحمل العذاب و الصبر و الفقر و الفاقة والحاجة لكي يدخل بالنهاية إلى الجنة لمذكورة
 .الإنسان لا يتحمل مثل ذلك العذاب وبالنهاية فإن فقره وقلة صبره سيجعلانه غير شكور و بهذا يدخل الفقراء إلى النار والأغنياء إلى الجنة ، الفقراء معذبون في السماء والأرض وهم لا يدخلون الجنة الدنيوية ولا جنة الآخرة لأنهم لا يعرفون أن فقرهم هو سبب ارتكابهم للمعاصي والذنوب .
فالمواطن الخميسي الفقير يسرق بسبب فقره ..و الفقير الخميسي يقتل بسبب فقره..و الفقير الخميسي يرتكب الزنا بسبب فقره إذا كان الفقير امرأة أو رجل ...والفقير لا يشكر الله بسبب فقره ..فالأغنياء يشكرون الله وبسبب شكرهم لله يدخلون جنته ..وبهذا يضحك ويستهتر الأغنياء بالفقراء مرتين .. مرة بالدنيا ومرة بالآخرة والفقراء و حدهم هم المعذبون في السماء و الأرض.
فقرنا ليس مرتبطا بالضرورة بالناحية المادية فهناك فقر أخلاقي و فقر إجتماعي و فقر ديني و هذا الفسيفساء يجعل من المواطن الخميسي مواطن المتناقضات بشكل كبير .كيف لا وهو من أصبح منذ زمن طويل فأر للتجارب التي تقوم بها الدولة من قمع و تفقير و تهميش و بطبيعة الحال فهذه الأمور تقوم بها دولة من الدول من اجل إخضاع قوم لا يعترفون بها و بقانونها بالمقارنة مع ما يقع في الخميسات ففقراء مدينتي من بين أكبر الأقوام الذين دافعوا عن استقلال الوطن و عن سيادته الوطنية و زد على ذلك .. إذا لماذا نعاني ؟
لا يوجد على الإطلاق مجتمعا فقيرا بائسا و حزينا, إن المجتمع الفقير يصنع ويقوم بتحضيره دهاة من الصناعيين في المختبرات السرية ..الفقر ليس عيبا ولكن العيب هو : صناعة الفقر .
إن الفقراء هم أحباب الله لهم الجنة والآخرة أما في الدنيا فليس لهم شيء سوى فقرهم و جوعهم وآلامهم و أحزانهم .الفقراء يصنعون صناعة كما تصنع السيارات والفقراء يصنعون صناعة حين يلقى بالمواد الغذائية في البحر و حين يحتكر الأغنياء الأوراق المالية وحين تنظر للأعلى لترى الصلوات تخرج من المساجد صاعدة إلى السماء.
الفقر يصنع في مصانع خاصة يبنيها الأغنياء و يزخرفها فلاسفة الأديان السماوية والتي هي بالأصل أولا و أخيرا أديان أرضية .الفقر آفة الأغنياء و لسوف يقضي الفقراء على الأغنياء إذا لم تجد النار ما تأكله .
إذا أردت أن تصنع أسرة فقيرة ومجتمعا فقيرا فما عليك إلا أن تحضر أسرة غنية و مجتمعا غنيا و رجال دين أغنياء و دعاية سياسية مناهضة للحرية و الاستثمارات الحرة .
وعليك أن تحضر أيضا مفسرون للأحلام يصلون بالفقراء إلى السماء السابعة ويصلون بالأغنياء إلى  أعلى مرتبة دنيوية .المهم في النهاية الحمد لله على كل نعمه ... شعارنا الخالد فقراء حتى الموت

إقرأ أيضا

منوعات

الموسوعة الاسلامية

الصحة ورعايتها

غرائب و عجائب